النظم الخبيرة Expert Systems
وهى من العلوم الحديثة التي تفرعت من العلم الأم الكمبيوتر أو في ما أصبح يطلق عليه تقنية المعلومات، وهو المصطلح الأنسب في عصرنا الحالي لما شهده العصر من تطور هائل في هذا المجال.
والنظم
الخبيرة عبارة عن برامج ذات تخصص محدد لحل مشاكل معينة، تبنى هذه النظم
على قاعدة عريضة من المعرفة Knowledge Base وليس فنية Knowledge Base، حيث
يقوم البرنامج بترجمة هذه القاعدة من المعرفة إلى حقائق للوصول إلى أجوبة
عن محور السؤال. وفي حالة عدم الحصول على النتيجة المرجوة، تحقق توسعة
قاعدة المعرفة في داخل البرنامج إلى حين تحقيق المأمول منه.(1)
لمحة تاريخية:
بدأ البحث في الأنظمة الخبيرة
بانخفاض فائدة الميكانيزمات العامة التي كانت تعالج المشاكل العامة, و لهذا عجزت عن
حل المشاكل في المجالات الخاصة, و بالتالي نقص الفعالية efficacité نظرا
للاهتمام بالعمومية généralité .
و قد بدأ
Edward Feigenbaum في أوائل
الستينات بالاهتمام بتقديم ميكانيزمات التفكير القائمة على الاستنتاج و الخبرة Mécanisme de raisonnement et empirique . و المشكل الذي واجهه هو كيفية وضع أحسن فرضية تعبر
على مجموعة المعطيات المتوفرة.
و قد أدت الرغبة في نمذجة هذا النوع من السلوك العلمي إلى
ظهور مشروع Dendral لنفس الباحث سنـة
1971, و الخاص بمجال الكيمياء, و هو أول نتيجـة للبحث في الأنظمة الخبيـرة في جـامعـة
Stanford, مهمته تحليل و تحديد الهيكل الكيميائي
للعناصر المدروسة.
ضمّ المشروع متخصص في المعلوماتية,
خبير في الكيمياء, و آخر في الطب, اعتبرت هذه الأعمال لعدة سنوات أحد مجالات الذكاء
الصناعي "IA" لأنها لم تكن تيار سائد لبحث
(لم تكن بارزة), لهذا قام المهتمون بطرح المشكل الرئيسي من جديد و هو تمثيل و هيكلة
المعارف بما أنهم لم يعالجوا فقط المشاكل البسيطة التي تحتوي على عدد محدود من الوسائط.
بعد التقدم المعتبر الناتج عن البحث في ميكانيزمات التفكير
للمجالات الخاصة, ظهر سنة 1974 بجامـعة Stanford أول نظام
خبير في مجال الطب مهمته التشخيص الطبي و توصيف الدواء, وProspector في الجيولوجيا.
و بذلك ظهرت
مبادرة لتطوير وسائل جديدة لتمثيل المعارف في مختلف الميادين الخاصة, كما أنجزت بحوث
تهتم ببرهنة النظريات و حل المشاكل على يد Newell Simon , قد توصلت إلى إنتاج قواعد
نظرية لمنهجية الأنظمة القائمة على قاعدة المعارف Base de connaissance, كما كان هناك دمج بين
المعارف الخاصة بمجال معين و آليات التفكير, و بتطور البحوث ظهرت ضرورة الفصل بينهما,
أي استخراج من النظام الخبير الميكانيزمات العامة للتفكير و التي تستطيع إعادة استخدامها
في مجالات أخرى, و من هنا جاءت فكرة محرك الاستنتاجات Moteur d’ inférence, الذي توضع فيه المعارف
تدريجيا و التي تخص مجال معين.(2)
رابط المعلومات :